كيف تختار عنوانك ( دليل الناخب )

---
بالتأكيد لا أقصد محل الإقامة ، وإنما أتحدث عن إنتخاب مجلس إدارة نقابة الفنانين التشكيليين والنقيب ، فعلى قدر ضخامة المسئولية الملقاة على عاتقهم لإدارة شئون المهنة وممارسيها ، هم عنوانٌ لكل فنان تشكيلي ، في المجتمع والمحافل الدولية ، لذلك فالمسئولية الأكبر تقع على أعضاء الجمعية العمومية في إختيار العنوان الأنسب للمهام والمشرِّف للمهنة والمجتمع .
تتشابه البرامج الانتخابية في كثير من الأحيان ، بما يبدو لكثير من المستهدفين أنها مجرد شعارات إنشائية محفوظة يرددها المرشحين في موسم الانتخابات ، فيختارون العبارات الرنانة التي تمس عاطفة وحاجة الناخب حتى يتمكنوا من الحصول على أصوات الناخبين .
إلا أن الناخب الواعي يمكنه التمييز بين الغث والثمين إذا تأمل سيرة المرشح وسماته الشخصية والمهنية ، وتزداد تلك السمات وضوحاً في فترة الدعاية الانتخابية حيث يزداد حماس المرشحين في محاولات إثبات جدارتهم بشتى الطرق والوسائل بما يقود المرشح باللا وعي لاتخاذ سلوكيات لفظية ومنهجية تنبئ عن شخصيته الحقيقية المتخلية عن الدبلوماسية في كثير من الأحيان ، فإن أراد الناخب الاختيار بموضوعية كان ذلك يسيراً ، أما إذا غلبته العاطفة نحو المرشح لروابط شخصية كالصداقة أو الزمالة .. أو لإنحياز فئوي للتخصص أو جهة أو مجال العمل ، فلن يكون الإختيار إيجابياً لمصلحة أداء المهمة المنوط بالمرشحين أدائها إذا ما استقر التصويت على إختيارهم .
الانتخابات هي لعبة ذكاء سياسي بين المرشح والناخب ، فقد يتمكن المرشح من إقناع ( أو خداع ) الناخبين فيفوز بالمقعد ، وقد يتمتع الناخبين بقدر من الوعي لكشف أي خدع سياسية فيفوزون باختيار الأصلح ، ولكي يفوز الطرفان .. على كل منهما دراسة العوامل ومظاهر الإختيار من أقوال وسلوكيات تُنبئ بقدر من شكل التعامل بين الطرفين بعد إنتهاء المهلة القانونية للعبة ( التصويت ) ، واستكمال الشكل القانوني لأداء الحقوق والواجبات النقابية .
تلك الأقوال والسلوكيات لاحت في الأفق .. بل وطفت على سطع لعبة الانتخابات الجارية بنقابة الفنانين التشكيليين لاختيار نقيب ومجلس إدارة يتولى شئون الفنون التشكيلية وممارسيها بدءً من بداية عام 2020 م ولمدة أربع سنوات قادمة ، والتي نلحظ منها على سبيل المثال :-
# ما يثير لعدم إختيار المرشح :-
- عُرف عن المرشح في موقف أو مواقف إستغلال منصبه أو علاقاته بمتخذي القرار .. في التنمر على حقوق فئة من زملائه على حساب فئة أخرى دون وجه حق .
- أنجز المرشح بعض مهام عمله ثم أعلن ذلك محاولاً تضخيم النتائج على غير الحقيقة ، وذلك على سبيل المِنَّة مُنسباً الفضل لنفسه ومُنكراً جهود زملائه في العمل .
- لوحظ على المرشح في عمله أو دعايته الانتخابية .. إنحيازه لفئة دون البقية .
- أعلن المرشح عن تقديمه خدمات مُسبقة للفئة المستهدفة متطوعاً دون غاية في نفسه ، إلا أنها مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بفترة الانتخابات أو حصوله على المقعد المترشح له ، هذا بخلاف النظر عن مدى فاعلية تلك الخدمات .
- لوحظ على المرشح خلال سيرته المهنية إستئثاره برأيه وعدم قبول الرأي الآخر .
- لوحظ على المرشح التعالي على زملائه وعدم قبول مناقشته في أي من الأمور وتوجيه الكلام إليهم بالسخرية وصيغة الأمر وإن كان ليس عليهم بسلطان .
- لوحظ على المرشح تقاعسه في تقديم نفسه وأفكاره للناخبين ، بما يفيد عدم قدرته على التواصل ، وذلك يشير لضعف إمكانية العمل مع المجموعة .
- لوحظ على المرشح عدم أداء ما يُكلف به من فريق العمل أو القاده ، أو أدائه بما يتماشى مع وجهة نظره دونما اتفق عليه فريق العمل ، بما يشير إلى أنه ربما يجيد القول لا الفعل .
- لوحظ على المرشح مساندة القرارات الخاطئة قانوناً ، لدعم زميل أو زملاء على حساب مصلحة البقية .
- لوحظ على المرشح إفتعال مشكلات وترويج شائعات لجذب الإنتباه من جهة ، ومن جهة أخرى لإستعطاف الناخبين وصرفهم عن المرشحين الآخرين .
# ما يدعو للإختيار : -
- لوحظ على المرشح حُسن إستقباله لمختلف الآراء ومناقشتها بموضوعية ، وإبداء الرأي دون إنحياز .
- لوحظ على المرشح في موقف أو مواقف مساندة زميل أو زملاء بالرأي أو بالتزكية في حدود إختصاصه وسلطاته .
- لوحظ أن المرشح دؤوب ونشيط في ممارسته للمهنة أو مهامه الوظيفية .
- لوحظ على المرشح حُسن المهارة الفنية واللغوية ولياقة التعامل مع مختلف المستويات العمرية والإجتماعية .
- لوحظ على المرشح الهمة في أداء ما يُكلف به من فريق العمل أو القاده .
-
***** كل هذه الملاحظات ، الإيجابية منها والسلبية ، تنطبق حرفياً على بعض المرشحين ، وتنتفي من البعض ، فالكمال لله وحده ، فإن استطاع السادة أعضاء الجمعية العمومية دراستها جيداً ومطابقتها بتوازن على السادة المرشحين ، أمكنهم إتخاذ قرار الإختيار بقدر عالي من إحتمالية الصواب ، وإن تجاهلوها وآثروا الإختيار بالمحاباة أو لمصالح شخصية .. فقد وقعنا في الفخ .
***** ولإتمام العملية الانتخابية ، تبقى الموازنة بين موضوعية الإختيار ، وإمكانية تحقيق ذلك بين قوائم المرشحين المُلزمة لإختيار ثلاثة أعضاء لكل شُعبة .
وعلى الجانب الآخر فإن ردود أفعال السادة المرشحين حول ما يُتداول عبر صفحات التواصل الإلكترونية .. ستسهم بشكل كبير في تحديد سلبية أو إيجابية الميل نحو اختيارهم لإدارة النقابة في المرحلة القادمة ، كل ما نرجوه وندعو الله لأجله أن يهدي السادة الزملاء الناخبين لاتخاذ قرارٍ عادل .