التشكيليُّون ينتظرون ( 313 ) لإنقاذ النقابة .

---
---
أخفقت إدارة نقابة الفنانين التشكيليين في تحقيق طموحات أعضاء النقابة على مدار عدة دورات إنتخابية ، إلا أن مجلس الإدارة الأخير حظي بالنصيب الأكبر من هذه الإخفاقات كونه أتى بعد ثورات غيرت وجه مصر وأعطت الفنانين التشكيليين أملاً في أن تكون النتائج أكثر إيجابية لصالح الأعضاء والمهنة على حد سواء ، إلا أن الواقع يقول أن النتائج جاءت على العكس تماماً حيث انعدمت الخدمات النقابية المهنية والإجتماعية وتدهورت أنقاض تلك الخدمات حتى تدنت قيمة المعاش المستحق ، بل وتوقف صرفه لمدد طويلة .. رغم زيادة قيمة الإشتراكات والغرامات بطرق مشبوهة ، ورغم انصياع الأعضاء لتلك الزيادات بحجة دعم الواردات لصرف المعاشات .. إلا إن القائمين على إدارة شئون النقابة لم ينصاعوا لصرف المعاشات بالتبعية رغم تخفيض قيمته أيضاً .
ومع تعاظم السلبيات الخدمية .. تتعاظم السلبيات الإدارية التي تتجلَّى في إخفاق الإدارة بتحقيق الإنتخابات المقررة قانوناً لعدة محاولات أهدرت المزيد من أموال النقابة ، ويتعلل القائمون على الإدارة بتقصير الأعضاء في الحضور للإنتخابات وبالتالي تفشل الإجتماعات لعدم إكتمال النصاب ، إلا أن الواقع يشير إلى سوء إدارة هذه الإنتخابات بدءً من اختيار الموعد الذي يتعارض دائماً مع الأحوال العامة للأعضاء ، وانتقل هذا التضارب للجمعية العمومية العادية والتي يأتي موعدها مع بداية الإختبارات الدراسية بمراحل التعليم المختلفة ، وكما هو معلوم أن كثير من أعضاء الجمعية العمومية يعمل بالتدريس المدرسي أو الجامعي ، وكثير من الأعضاء الباقين لديه أبناء في تلك المراحل التعليمية ويحتاجون لمساندة ذويهم في تلك الفترة الحاسمة من السنة مما يصعب معه الحضور لإجتماعات الجمعية العمومية وخاصة للمقيمين خارج القاهرة مقر النقابة العامة ومقر هذه الإجتماعات .. مع عدم وجود فروع للنقابة سوى بالمنصورة والإسكندرية ، وإمعاناً من القائمين على إدارة النقابة في تحقيق هذا التضارب ، فقد قرروا عقد إنتخابات لفرع الإسكندرية في اليوم التالي لموعد إعادة إجتماع الجمعية العمومية بالنقابة العامة ومقرها القاهرة ، وضماناً لتحقيق هذا التضارب فقد عمدوا إلى إخفاء الإعلان عن موعد إنعقاد إجتماع الجمعية العمومية أطول فترة ممكنة مكتفين ببعض الخطابات المرسلة متأخرة حتى أن بعض من وصلهم الخطاب جاءهم بعد موعد الإجتماع بيوم أو أكثر ، بينما أرسل القائمون على الإدارة رسائل بالبريد الإلكتروني والرسائل القصيرة عبر الهواتف ( SMS ) للتذكير بموعد إعادة الإجتماع لحفظ ماء الوجه ، هذا بخلاف عدم معالجة الملاحظات الواردة والمتكررة بتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات .
إلا أنه ونظراً لأن موعد هذا الإجتماع يتواكب مع قلة عدد المسددين للإشتراكات والمخوّل لهم الحضور ، فإنه من المتوقع حضور النسبة المقررة قانوناً ، وتشير البيانات المصرّح بها إلى أن حضور 313 عضواً يكفي لإنعقاد الجمعية العمومية ، ولهذا رفض القائم بأعمال نقيب التشكيليين ( والمنتهية مدة إنتخابه مع باقي أعضاء مجلس الإدارة ) طلباً بالدعوة للإنتخابات في هذا الإجتماع .
ونظراً لكل هذه التماديات إزدادت إعتراضات الأعضاء ومطالباتهم بوضع حد فاصل لهذه الإنتهاكات .. وهذا لا يتحقق سوى من خلال قرارات الجمعية العمومية ، لذا فقد أصبح تقرير مصير 12 ألف عضو مرهوناً بتفاعل 313 عضو فقط مع تلك الأحداث وقدرتهم على اتخاذ قرارات مصيرية من شأنها إيقاف تلك التجاوزات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه .. بل وتصحيح مسار النقابة ، ويأمل الكثيرون وعلى أضعف تقدير في اتخاذ قرار بانتخاب لجنة لإدارة النقابة والإعداد للإنتخابات إعداداً لائقاً يسمح بتنفيذه .
فهل سيتكاسل الأعضاء إعتماداً على فرضية قلة العدد المطلوب .. أم سيتحمسون لعدم ترك المصير بأيدي القلّة ؟ وهل ينجح هؤلاء مع قلّة عددهم في تحقيق المأمول ؟ أم أنهم لسوء الطالع سيكونون من أنصار بقاء الوضع على ما هو عليه لترسيخ مفهوم سوء الإدارة الذي يقود لزوال النقابة برمتها ؟ هذا ما ستخبرنا به الساعات القليلة القادمة ، حيث أنه من المقرر إنعقاد الجمعية العمومية في السادسة من مساء اليوم بمقر النقابة العامة بالقاهرة ، بساحة دار الأوبرا بالجزيرة ، ويستقبل مقر النقابة أعضائها بدءً من الثالثة عصر اليوم .