ما تبقى من الحياء في صالون الشباب 2015 ؟؟؟
الفن مرآة المجتمع .. شعار يردده الفنانون في شتى مجالات التعبير الفني بغية الهروب من المساءلة عن سلبيات رداءة التناول في العمل الفني ولا يدركون أن الأسوياء ينظرون للمرآة ليروا مواطن الجمال ويُصوِّبوا الشوائب ، بينما من لا يرى هذه الشوائب ، أو يراها ويُنكرها ، أو يراها ويُقِرُّها بينما يُنكر مسئوليته تجاه تصويبها ، أو ينظر إلى المرآة ولا يراها من الأساس .. كل هؤلاء غير أسوياء لا يجب أن يكونوا أولياء أمورنا أو في أي موقع قيادي .
صالون الشباب للفنون التشكيلية في كثير من دوراته يأتي لنا بهذه الإشكالية ليقلب دور القائمين عليه .. من رعاية الفنون التي ترقى بالذوق العام .. إلى نشر وتشجيع الإنحدار في الذوق العام والقيم ، وما يدعو للأسف أن صالون الشباب في دورته الأخيرة إلى جانب إنحدار مستوى التعبير الفني تحت عباءة الإبتكار والإبداع قد تمادى إلى الإنحدار الأخلاقي ، فكثرت الأعمال التي تناولت الأجساد البشرية العارية - النسائية بصفة خاصة - ، والجديد أن تأتي الكلمة القبيحة إلى جانب الشكل القبيح إمعاناً في الإنحدار ، وما يثير الشفقة على أنفسنا أن وليّ أمرنا – المعني بحماية المجتمع من هذا السقوط ، والحاضر الغائب في هذا الحدث كما تشير الصور في وسائل الإعلام المختلفة - يتولى الولاية من خلال سلطتين مجتمعتين عبر هيأتين يُفترض أنهما الأقوى في سلطة التشجيع والردع ( قطاع الفنون التشكيلية ، ونقابة الفنانين التشكيليين ) ، وبغض النظر عن قانونية الجمع بين المنصبين أو إستمرار السيطرة على أحدهما بعد انقضاء المدة القانونية ، فإن الأمر الواقع يقول أن السيد " أ.د. حمدي أبو المعاطي " يشغل منصب رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة – وهي الجهة المعنية رسمياً برعاية وتشجيع الفنون التشكيلية للمساهمة في الإرتقاء بالذوق العام لعموم الشعب المصري – وفي الوقت نفسه يشغل منصب القائم بأعمال نقيب الفنانين التشكيليين – وهي المؤسسة الرسمية الأولى المعنية برعاية الفنانين التشكيليين المنوط بهم تحقيق الأهداف السابقة ، ورغم هذا فلم يستطع – أو لم يُرِد – أن يمنع إسقاط جمهور الفنون التشكيلية في غياهب الأخلاقيات المنحدرة بدعوى حرية التعبير الفني وشعار الفن مرآة ، وكعادته في مثل هذه الأمور يُلقي المسئولية على لجنة المعرض إلا أنه في كل مرة يصرِّح بأنهم على أعلى مستوى من الكفاءة والإقتدار – للحفاظ على طيب علاقته بهم - ، بيد أننا يجب أن نقر " إحقاقاً للحق " أن المسئولية تقع عليهم جميعاً ، ولكن إذا تفاقمت الأمور وانفرط عُقد المجموعة الموكل إليها تنظيم هذا الصالون ، علينا محاسبة " ربُّ البيت " .. والكارثة الكبرى قد تكون في كونهم جميعاً ( مُعلِّمون .. تربويون .. يدربون طلاب كليات الفنون على الإبتكار في هذا الإنحدار ) .
لقد ترددت كثيراً في إرفاق صور بعض الأعمال المشاركة في هذا الصالون الدالة على أقوالي هذه .. لشدة استيائي منها وقناعتي بأني عند إعادة نشرها أسهم في إنتشارها ، إلا أنني قررت وعلى مَضَض تواجدها بالمقال لأبرهن على أقوالي أمام القراء كافة ، وأعلم أن عدداً لا بأس به من الزملاء التشكيليين سيدافعون عن تلك الأعمال بدعوى حرية التعبير ، إلا أن الفيصل بيننا القيم الأخلاقية لمجتمعنا ومن قبلها القيم الدينية ، فإن أردنا الإقرار بأهمية دور الفنون التشكيلية في الإرتقاء بالذوق العام في إطار من احترام العقائد الدينية والقيم الأخلاقية .. علينا رفض هذه الأعمال وما شابهها ، أما من يصرّون على حرّية تناولها ونشرها فهم شواذّ لا يجب أن يكونوا في قائمة " أولي الأمر " ، بل ويجب منعهم من نشر أعمالهم ، فما بالنا هنا وقد حصلوا على دعم من الدولة .. فهل هذا ما تريده الدولة ؟ أم أن " رب البيت يكتفي بقص شرائط الإفتتاح ، وتنظيم فاشل لإنتخابات النقابة للمرة التاسعة على التوالي دون حساب ؟
---
---
المصدر---
---
---
---
---
---
كثيراً ما أُثيرت تلك الجدلية بين من يرفضون هذه الأساليب في التعبير التشكيلي – وأنا منهم – وبين مؤيديها بدعوى أن الفن ليس له قيود ، إلا أن هذه الحالة لا يجب أن تُتناول في إطار حُرية الرأي والتعبير ، ذلك أن صالون الشباب معني بالدرجة الأولى بـ " التربية عن طريق الفن " ، وهو برعاية وزارة الثقافة المعنية بالدرجة الأولى بالحفاظ على قيم المجتمع ، ووثيق الصلة بنقابة الفنانين التشكيليين ( المجاورة لصالة العرض ، وبحضور ممثل رسمي عنها ) وهي المعنية بالدرجة الأولى برعاية المهنة .
الإثنين 30 نوفمبر 2015, 4:54 am
