كلما انفضَّ أحد أعضاء مجلس الإدارة من جوار نقيب التشكيليين ، إزداد نهمها للظهور الإعلامي تحت وطأة أنها ( السيدة الأولى ) التي وصلت إلى هذا الكرسي .. ومن قبله عدة كراسي وقد أصبحنا جميعاً نعلم كيف أُزيحت عن الكرسي السابق ، وفي كل مرَّة تفرد لها وسائل الإعلام المختلفة مساحات تُظهر دون شك الرغبة في تلميع الشخص دون أدائه تقرباً للدولة التي ما تنفك تولي اهتماماً بتمكين المرأة بغضِّ النظر عن كفاءتها .

هذا اللمعان ما يلبث أن ينطفئ بمجرد معرفة التفاصيل ، فبالأمس القريب وافتنا جريدة الأخبار عبر الصفحة الرسمية للنقابة على منصة فيسبوك .. بحوار السيدة الزميلة ، تزيِّن في معظم المساحة المطبوعة عناوين تدغدغ العاصمة الجديدة ، وتحابي المشروعات الرئاسية ، وتوهم أعضاء النقابة بمشروعات رئاسية خاصة بهم ( ولعل البعض انخدع بهذا وهلَّل ولم يبحث قي التفاصيل ) التي تُبيِّن أن تلك المشروعات عامة بمبادرة من الدولة وتأتي نقابتنا في قائمة المستفيدين ، وقد تناولنا هذا الحوار في مقال سابق فلا داعي للإضافة أو التكرار .

ولم يمضي أسبوع .. وما أن أعلنت الزميلة / أمين عام النقابة العامة .. عن مخالفات بعضها غير معلوم للكثيرين ( ودعمت إعلانها بالمستندات ) ، حتى وافتنا صفحة النقابة أيضاً بحوار جديد على صفحات " الأهرام المسائي " ، إلا أن هذا الحوار قد تفوق عما سبقه بعنوان إستغرق عرض الصفحة كاملاً يرونه إنجازاً غير مسبوق ، إلا أنه كارثة جديدة في حق النقابة وأعضائها ، حيث أعلنت السيدة عن حفل تكريم رموز الحركة التشكيلية ، إحتفالاً بمرور ( 45 عاماً ) على إنشاء النقابة ! ، ويأتي هذا الإعلان قبل أسبوع واحد من الموعد المقرر ( كما ورد في النشر ) .
وهنا لا بد أن نسأل : -
1 - منذ متى تحتفل المؤسسات بذكرى الـ ( 45 ) ؟؟ !!
    لقد عرفنا الإحتفالات على مستوى العالم بأنها :-
أ - اليوبيل الفضي ( 25 سنة ) . ب - اليوبيل الذهبي ( 50 سنة ) .
ج - اليوبيل الألماسي ( 75 سنة ) . د - المئوية ( 100 سنة ، ومضاعفاتها ) .

2 - السؤال الثاني .. والذي لا يقل أهمية ، لما ذا لم تعلن السيدة عن نيتها أو مساعيها لإقامة هذا الحفل ؟؟ !! في الوقت الذي امتلأت فيه صفحة النقابة بالتهنئة بأعياد ميلاد زملاء بعينهم ، ومعارض زملاء بعينهم ، وبيانات شجب واستنكار وتحريض وتكذيب لمجهودات غالبية أعضاء مجلس الإدارة المنتخب .
3 - لم تدعو السيدة .. أصحاب النقابة في ربوع مصر للحضور واكتفت بالإشارة لدعوة السادة الوزراء، فهل سيقتصر الحضور على المقربين ( وبالقطع سيكون بينهم من هم ليسوا أعضاء بالنقابة ) ؟؟ !!
4 - عندما أعلنت السيدة عبر صفحة النقابة عن زيارة مثمرة للوزير السابق .. سألناها مراراً وتكراراً عن طبيعة هذه الثمار ، فلم تُجِب ، فما الدافع لإخفاء أن الزيارة كانت لتوجيه الدعوة لهذا الحفل والتكريم ؟؟ أليس الغرض هو تعمد إخفاء الأمر برمته ؟؟ !!
5 - لماذا لم يُذكر مكان الإحتفال ؟؟ مع الإشارة للدعم اللوجيستي من رئيس دار الأوبرا !!
6 - كيف ؟ ومن ؟ قام باختيار الشخصيات التي سيتم تكريمها ، والشخصيات التي يتم ( أو تم ) دعوتها للحضور ؟؟ !!
7 - إذا كانت ( الكورونا ) لم تمنع إقامة هذا الإحتفال ، فلماذا لم يتم دعوة الجمعية العمومية للإجتماع المنصوص عليه في القانون ، وهو الأوْلى بالإهتمام النقابي ؟؟ أو على الأقل دعوة مجلس الإدارة بكامل هيئته القانونية للإجتماع الشهري المقرر قانوناً والذي لم يتم منذ شهور عديدة ؟؟ !!
8 - من أين أتت ميزانية هذا الإحتفال ؟؟ مع عدم صرف معاشات الأعضاء في مواعيدها ؟ بل وحرمان فرع الدقهلية من كافة المصروفات ، ومنع تسليم المعاشات بالطرق القانونية .. ؟؟؟ !!!

( وبصفتي عضو الجمعية العمومية .. أطالب السادة الزملاء الذين انتخبناهم لمجلس الإدارة أن يعلنوا فوراً مدى علمهم أو مشاركتهم في أمر هذا الإحتفال )

##  وإذا توغلنا في قراءة هذا الحوار ، نجد الأسئلةً الحيوية ، حول الصعوبات والمشكلات التي تواجهها ( كإمرأة ) ، ولعلها فرصة لتكرر عباراتها الزخرفية بمعاداة الزملاء لها منذ اليوم الأول لتوليها !!
وكأن القاصي قبل الداني لا يعلم كيف أنها بادرت بالعداء منذ البيان الأول للإجتماع الأول لمجلس الإدارة ، وما تبع ذلك من تجاوزات لفظية منشورة بسبب إستبدال المحاميْن ، ثم التهديد باتخاذ الإجراءات القانونية ضد مُنشئي الصفحات التي تحمل اسم ( نقابة الفنانين التشكيليين ) .. ولم يتم تغيير سوى صفحة واحدة ، بينما باقي الصفحات ما زالت كما هي ، ولم تتخذ السيدة أي إجراء ؟! ، بل وتشارك السيدة منشوراتها على تلك الصفحات دون الصفحة التي استجابت ، بما يؤكد مبادرة العداء لمُنشئة هذه الصفحة تحديداً ( رغم علم الجميع بمدى المساندة في الدعاية الإنتخابية ) !!!
ثم الحدث الجلل بتجاوزات لفظية على الصفحة الرسمية من قِبَل زملاء وموظفين وآخرين .. ضد زملاء لهم ، دون أن تتخذ السيدة أي إجراء ، بل والإستقتال في حماية والدفاع عن المتجاوزين ، لدرجة إيقاف التعامل مع فرع الدقهلية بالكامل لأن مجلس إدارته إتخذ موقفاً حاسماً حيالهم ، وإرسال معاشات الفرع بطرق غير قانونية ، وعن طريق المتجاوزين وبشكل شخصي !!!
ثم لا ننسى الحدث الأكبر .. بمعاداة وكيل النقابة ، والإدعاء باستقالته ، ثم مخاطبة البنك ( بشكل غير قانوني ) لإستبدال توقيعه بصفته وكيل النقابة ، ورغم الوساطات العديدة الخفية والمعلنة لرأب الصدع ، إلا أنها مازالت تصرّ غلى أن الإلتزام بالقانون لإتاحة الأجواء للوكيل ، لا بد أن يقابله إلغاء القرار القانوني الذي إتخذه مجلس إدارة فرع الدقهلية ضد المتجاوزين !!!!!
حتى السؤال المباشر حول دور النقابة في العاصمة الإدارية ؟ ، لم تجد السيدة ما تقدمه ، سوى التباهي بأن السادة المشاركين ( عميد كلية الفنون التطبيقية وزملائها ) هم أعضاء بالنقابة !!! ( فلا علاقة للنقابة بهذه التكليفات من قريب أو بعيد ) .
أيها السادة .. إذا عدنا لشعار الحملة الإنتخابية ( عودة الروح ) ، سنجد أننا كيف خُدعنا بأنها ستعيد النشاط إلى العمل النقابي في سبيل تصويب أخطاء الماضي والنهوض بالنقابة بعد تدهور إستمر لـ 9 سنوات على الأقل هي نتاج ما بعد يناير 2011 ، وفوجئنا جميعاً بروح جديدة تبث الفُرقة والخلافات في سبيل تحقيق السيطرة الفردية على حساب آلاف الأعضاء .
وإذا أردنا الرد بدقة على تفاصيل هذا ( الحوار ) ، داعمين بالأدلة والمستندات ( والكثير منها منشور ) ، لإمتلأت صفحات ربما تجاوز إصدار الأهرام المسائي ، وليس فقط صفحات باب الثقافة والفنون ، ورغم ذلك أتوقع أن يعتبر بعض القراء أن حديثي هذا مطولاً .
ولهذا أعتذر على الإطالة ، وعِوضاً عن ذلك .. أزُف إليكم بشرى : أن ميزانية النقابة لن تتأثر جراء مصروفات هذا الإحتفال ، حيث من المتوقع أن يكون التمويل من ( المنحة الكويتية ) ، ولعل هذا ما عزَّز مبررات الجهات المعنية بتمرير الموافقة عليه رغم عدم قانونيته .

فاسعدوا واحتفلوا وشاركو زميلتكم فرحتها بمقعدها ( كسيدة أولى ) قبل أن يزول المقعد ( أو يكبر )
وعيد ميلاد سعيد

---